من هم الهكسوس و كيف كانت نهايتهم ؟
من هم الهكسوس : هم قبائل رعوية من قارة آسيا ، قامت بغزو مصر من الشرق في فترة حكم الأسرة الـ 14 ، و أستمروا حتى الأسرة الـ 17 .
كيف دخل الهكسوس إلى مصر :
قام الهكسوس بإستغلال حالة الضعف في مصر للدخول إليها ، كما أنهم إستخدموا العجلات الحربية في ذلك و هذا ما جعل المصريين في حالة من الذهول ، حيث أن الهكسوس لم يلاقوا أي مقاومة من المصريين سواء الشعب أو حكام الجزء الشمالي من البلاد ، و أستمروا في التوغل حتى وصلوا إلى منطقة الدلتا و أقاموا مدينة " أفاريس " عاصمة لهم ، و كذلك إتخذوا " سوتغ " كإله لهم و هو يشبه حيوان إبن آوى .
و كان حكام " طيبة " و على رأسهم الملك " سقنن رع " في حالة من الضجر بسبب أحتلال الهكسوس للجزء الشمالي لمصر ، فبدأوا يحرضون حكام الأقاليم المجاورة لطيبة على تكوين جيش قوي ، فبدأوا في تصنيع العجلات الحربية و الفؤوس و تجهيز المعدات اللازمة للحرب .
و قام زعيم الهكسوس في هذا الوقت " أبو فيس " بإرسال رسالة إلى حكام طيبة يقول فيها بمنتهى الإستهزاء " أسكتوا أفراس النهر تلك " و كان يقصد بها حكام الأقاليم الذين يقومون بتحضير الجيش ، و عندما وصلت الرسالة إلى الملك " سقنن رع " تأكد من أن زعيم الهكسوس في حالة من الخوف الشديد بسبب هذا الجيش فأمر ببدأ الحرب على الهكسوس .
حرب المصريين ضد الهكسوس :
مرت هذه الحرب على ثلاث مراحل كانت أولهم بقيادة الملك " سقنن رع " ، و عندما علم زعيم الهكسوس بتحرك الجيش المصري نحو الدلتا قرر أن ينزل بجيشه نحو طيبة ، ليتلاقى الجيشان عند مدينة " المنيا " في وسط مصر ، و دارت وقتها حرب عنيفة و كان النصر حليف للمصريين إلا أنه تم قتل الملك المصري " سقنن رع " على يد الهكسوس ، و أنتهت المرحلة الأولى للحرب بدون هزيمة لأي طرف و لكن كانت خسائر الهكسوس فادحة ، و من ثم عاد المصريين إلى طيبة بجثمان الملك لدفنه .
المرحلة الثانية من الحرب ضد الهكسوس :
و في هذه المرحلة من الحرب تولى " كامس " الإبن الأكبر للملك " سقنن رع " قيادة الجيش لكي يكمل الحرب بدلا من والده الذي قتِل ، و كان " كامس " ذو دهاء حربي و قوة كبيرة ، و قتها قام " أبو فيس " زعيم الهكسوس بإرسال رسول إلى ملك بلاد النوبة لطلب المساعدة منه في هذه الحرب و وعده أنه في حالة الفوز في الحرب سيعطيه نصف مصر ، و لكي يصل الرسول إلى النوبة كان عليه المرور خلال طيبة ، و حينها إستطاع المصريين القبض عليه و إتطلعوا على محتوى الرسالة ، و لكن العجيب أن الملك " كامس " لم يقتل الرسول ، بل أكرمه و أخذه في رحلة و جعله يرى القلاع و الحصون المصرية ، و أستمرت الحرب لفترة زمنية طويلة حتى مات زعيم الهكسوس و تولى مكانه " كامودي " كحاكم ، و أكمل الحرب التي بدأها الهكسوس ، و إستطاع المصريين في المرحلة الثانية من الحرب أن يحققوا إنتصارا كبيرا و لكنهم لم يستطيعوا طرد الهكسوس بعد ، و عاد كل جيش إلى منطقته .
المرحلة الثالثة من الحرب ضد الهكسوس :
في هذه المرحلة مات الملك " كامس " و تولى الحكم من بعده " أحمس " إلا أنه كان صغيرا في السن حيث كان عمره 10 سنوات فقط ، فكانت جدته " تيتي شيري " وصية عليه حتى بلغ سن الـ 19 و أصبح مؤهلاً لقيادة الجيش ، و أكمل " أحمس " الحرب ضد الهكسوس و إستطاع أن يهزمهم هزيمة ساحقة و طردهم خارج البلاد و طاردهم حتى وصل إلى مدينة " شاروهين " و التي تقع في فلسطين ، و حاصرهم 3 سنوات كاملة ، ثم أعلن نهاية الحرب بإنتصار المصريين على الهكسوس ، و لم يذكر التاريخ للهكسوس أي قيام مرة أخرى ، و كذلك أعلن " أحمس إنتهاء الأسرة الـ 17 و أسس الأسرة الـ 18 و جعل عاصمتها طيبة .