معبد أبو سمبل
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
سنتحدث في هذا الموضوع عن أحد أهم المعابد
المصرية التي بناها المصريين القدماء قبل آلاف السنين ، و التي تعتبر شاهداً على
عظمة المصريين القدماء و تقدمهم الهندسي و براعتهم في البناء و التشييد ، و هو
" معبد أبو سمبل " .
بناء المعبد :
هو معبد تم بنائه في عهد الملك " رمسيس
الثاني " ، و أمر ببنائه للإحتفال بفوزه في معركة قادش ، و هذا المعبد مكرس
لعبادة الآله المصرية القديمة و هم ( آمون – رع – بتاح ) حيث كان المصريون يحترمون
هذه الآله بشكل كبير في مصر القديمة ، و كان أيضاً يتم عبادة رمسيس بجانب هذه
الآله ، حيث كان يمثل الإله الرابع لمصر ، و قد أستغرق بناء هذا المعبد ما يقرب 20
عاماً ، حيث بدأ بنائه عام 1284 ق.م و إنتهت عملية البناء في عام 1264 ق.م .
إعادة أكتشاف المعبد :
و مع إنتهاء عصر المصريين القدماء تم إهمال
هذا المعبد تماماً و تم هجره حتي غطته الرمال بالكامل ، حتى أتى المستكشف السويسري
" يوهان بوركهارت " عام 1813 ، و أخبر أحد المستكشفين الإيطاليين بهذا
المعبد فأقدم المستكشف الإيطالي " جيوفاني بيلزوني " على زيارة المعبد ،
لكنه لم يستطع الدخول إلى المعبد بسبب الرمال و لم يتمكن من حفر مدخل يمكنه من
الدخول إلى قاعة المعبد ، و لكنه لم ييأس و عاد مرة أخرى عام 1817 و نجح في حفر
مدخل يمكنه من الدخول ، و قام بجمع الأشياء الثمينة التي يستطيع حملها و أخذها معه
أثناء عودته .
نقل المعبد :
و في عام 1960 في عهد الرئيس المصري الراحل " جمال عبدالناصر " ، حينما بدأت مصر في بناء السد العالي كان من المهم أن يتم عمل
بحيرة بجوار السد حتى تكون بمثابة خزان للسد ، ولكن هذه البحيرة كانت ستتسبب في
غرق هذا المعبد بالماء ، فأراد الرئيس " جمال عبدالناصر " أن يقوم بنقل المعبد لحمايته
من الإندثار تحت الماء ، فبدأت حملة تبرعات واسعة النطاق للمساعدة في تنفيذ عملية
النقل ، و بدأت عملية النقل في عام 1964 تحت إشراف منظمة اليونيسكو ، و قدرة تكلفة
هذه العملية ب40 مليون دولار حينها .
و مرت هذه العملية بالعديد من المراحل ، حيث
انها بدأت بتقطيع المعبد إلى قطع كبيرة تصل القطعة الى 20 طن ، مع وضع رقم على كل
قطعة لكي يعاد تركيبها في مكانها الصحيح ، و بعد أن تم تقطيع المعبد بالكامل قاموا
بنقله إلى تلة صناعية بإرتفاع يصل إلى 200 متر فوق مستوى نهر النيل ، و أعيد تركيب
جميع القطع بعناية في المكان الجديد ، مع مراعاة الحفاظ على عملية تعامد الشمس على
وجه رمسيس في مناسبتين في السنة ، و انتهت عملية النقل في عام 1968 حيث أنها
استغرقت 4 سنوات و تعتبر عملية نقل معبد أبو سمبل من أعظم الأعمال في الهندسة
الأثرية .
و الآن يكون قد أنتهى هذا الموضوع ، و الى اللقاء في موضوع آخر.